6-
كم أود البكاء أمامك
أبكي حزنًا... أبكي ضحكًا
أبكي فرحًا بلقياك
فتمضي قطرات دمعي
لتغسل قلبي مما أشقاه
أبكي لأشعر بك تطمئن قلبي
وتريح روحي الهائمة
أبكي لأتحرر من كل قيودي
ويرحل أمسي مع الماضي
أبكي فتصير كل دمعة
مفتاحًا لكياني... لعقلي...
لأسباب وجودي معك
تأخذني إلى زمن الأحلام
وتتحول دمعات مرة
إلى قطرات لؤلؤ فرحة
تردد الصوت داخلها
وكأنه ألف قنبلة
التفتت بلهفة لتبحث عنها
وجدت القطع الصغيرة مبعثرة
أصابتها رجفة
مدت أصابع مرتعشة
التقطت قطعة صغيرة تلو الأخرى
حاولت يائسة أن تعيدها كما كانت
سقطت قطرة دماء حمراء
امتزجت بدمعة ساخنة
تدافعت برأسها الذكريات
لكم أحبتها
أغمضت عينيها
وكأنها تمنع الصور المتلاحقة من الهروب
محاولة الرحيل مع القطع المكسورة
تلاحقت أنفاسها وهي تحاول الاحتفاظ بكل لحظة
تربعت بجانبها على الأرض
أخذت بالقلم الرصاص وورقة بيضاء
مضت ترسم بكلمات سريعة شخوصًا وأماكن
كانت أطراف الصورة تتضح مع كل ومضة
امتلأت الصفحة بضحكات ودموع وحكايا
استنشقت عطر الذكريات ببطء
احتضنت الورقة لحظات
ارتسمت على شفتيها بسمة حالمة...
ثم مضت تلملم القطع المكسورة
